بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي أله وصحبه أجمعين أما بعد , اليوم بإذن الله سوف نتحدث عن واحده من أهم المعارك في تاريخ العصور الوسطي , بل ويعتبرها بعض المؤرخين من المعارك التي انقذت العالم الإسلامي من خطر جحافل المغول والتتر .
القوي المتحاربه
المماليك | المغول |
---|---|
القادة : قطز - بيبرس | القادة : كتبغا |
الجيش : 20000 مجاهد | الجيش :20000 مقاتل |
الخسائر : متوسطه | الخسائر : سحق الجيش المغولي |
الأسباب
كان اللقاء بين دوله المماليك حديثه النشأه وجحافل التتار والمغول أمر حتمياً فبعد إسقاط الدوله الخوارزميه علي يد المغول وتدمير عاصمه الخلافه العباسيه بغداد , وبعد الدمار والخراب الذي أحل علي أسيا الإسلاميه علي يد المغول , من تدمير للبلاد الإسلاميه وقتل ونهب وسرقه , وبعد أن فقدت الحضاره الإسلاميه كثيراً من علمائها وكتبها , كانت الخطوه الطبيعيه والحتميه للمغول هي الزحف علي ماتبقي من بلاد المسلمين في الشام ومصر , وكانت الخطوه التي تليها السيطره علي المغرب العربي ومنه إلي قلب أوروبا , لذلك كان علي دوله المماليك الناشئه مواجه هذا الخطر الذي يهدد عرشها ويهدد العالم الإسلامي بأكمله .
الأحداث
ماقبل المعركه
أرسل المغول الرسل إلي دوله المماليك في مصر تعرض عليها الإستسلام والخضوغ للمغول مقابل إعطائهم الأمان علي أرواحهم وأموالهم , ولاكن المماليك وعلي رأسهم قطز كانوا علي درايه تامه بغدر المغول ووحشيتهم , فما كان من قطز إلي أن أمر بقطع روؤس الرسل وتعليقها علي بوابه زويله بالقاهره , إعلاناً منه بالحرب علي دوله المغول كما كان العرف المتعارف قديماً , وبداً قطز ينظم الدوله ويعمل علي إزاله الخلافات وتوحيد الصف الإسلامي في مواجهه الخطر المغولي , فأمر بالعفو عن جل المماليك البحريه , وسعي للوحده مع الشام فنشات إتصالات دبلوماسيه بين دوله المماليك وبقايا الدوله الأيوبيه في الشام , حيث عرض علي الناصر يوسف أن يكون سلطاناً لمصر والشام بدلاً من المواجهه المباشره مع جيوش الشام من المسلمين وحقناً لدماء وتخفيفاً للتوتر الذي كان بين مصر والشام وقتها , وهذه المواقف تثبت حنكه قطز السياسه وجاهزيته كقائد للمسلمين في هذا الوقت العصيب , وفي خطوه أخري هي الأهم بدء قطز بجمع الأموال والضرائب حتي يتمكن من تجهيز الجيش بمايحتاجه من عتاد وتسليح , وكان للشيخ الجليل شيخ الإسلام العز بن عبد السلام الدور الأبرز في هذا عندما أمر بجمع المال من الأغنياء حتي يتساوي الأغنياء بالفقراء ثم يجمع المال من الفقراء , وتم إتخاذ كافه الإستعدادات الازمه للمواجهه , وبعد ذلك أمر قطز الجيش بالسير إلي فلسطين إذ أثر قطز مواجهه التتار في الشام قبل أن يأتو إليه في مصر .
معركه عين جالوت
وضع قطز مع قادته خطه محكمه تقضي بتقسيم الجيش إلي جيشين أما الجيش الأول فقد تولي القياده العامه فيه القائد المملوكي بيبرس البندقداري والجيش الثاني بقياده قطز , وإعتمد قطز علي عنصر المفاجأه حتي يتفوق علي جحافل المغول إذا كانت تقضي الخطه بأن تواجه طليعه الجيش بقياده بيبرس المغول حتي يعتقد كتبغا أن هذا هو جيش المسلمين فقط , فينقض الجيش المغولي علي المسلمين , فيتظاهر المسلمين بالإنسحاب بطريقه منظمه ثم يقوم باقي الجيش المسلمين المختبئ خلف التله بالهجوم علي الجيش المغولي وتطويقه , في واحده من أكثر الخطط دهاءاً في هذا الوقت والتي دلت علي مدي الحنكه العسكريه للقائدين المغضرمين قطز وبيبرس , وحدث ما كان يرمي إليه المسلمون إذ أعتقد الجيش المغولي أن طليعه جيش المسلمين والتي لم تخفي نفسها هي جيوش المسلمين فقط ! , وأراد كتبغا أن يحسم المعركه بسرعه وقد اٌعجب بملابس المسلمين وتنظيمهم حيث كانت كتائب المماليك كل كتيبه ترتدي لوناً خاصاً بها لتميزها , والتي تتنوع بين الأحمر والأصفر الخ .. , وبدأت المعركه واشتد القتال بين المسلمين والمغول وبدأ بيبرس بتنفيذ الخطه ببراعه عن طريق الإنسحاب المنظم للجيش الإسلامي وماهي إلي ساعات حتي إشتركت الفرقه الثانيه من الجيش في المعركه وتم تطويق جيش المغول بالكامل وقتل القائد كتبغا , فأدرك المغول أن المعركه قد حسمت للمسلمين , وتم تدمير أغلب جيش المغول إلا من إستطاع الفرار منهم , وفيها حدثت الحادثه الشهيره عندما نزل قطز من علي فرسه وصاح بأعلي صوته : وإسلاماااه , فعلت صحيات التكبير وثبت المسلمون في أرض المعركه ورجحت الكفه للمسلمين بفضل من الله وتوفيقه .
النتائج المترتبه علي عين جالوت
كما قلنا مسبقاً كانت عين جالوت من أهم المعارك الفاصله في التاريخ الإسلامي والعالمي في هذا الوقت , إذ ترتب عليها :
- رفع معنويات المسلمين التي كانت تعتقد أن جيوش المغول لايهزم .
- رفع قدر دوله المماليك وأصبح قطز أسد عين جالوت وحامي حمي الإسلام بنصر من الله وتوفيقه .
- لم يفكر هولاكو الذي كان في تبريز في هذا الوقت بإستعاده الشام .
- تحرير العديد من البلاد الإسلاميه بعدها بفتره كدمشق وحلب .
- وقف الزحف المغولي وإنقاذ العالم الإسلامي .
المصادر :
- كتاب المغول من البدايه إلي عين جالوت دكتور راغب السرجاني
- كتاب تاريخ دوله الأيوبيين والمماليك
- ويكيبديا
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ليست هناك تعليقات: